ومع بداية اندلاع الثورة السورية في عموم الجغرافية السورية, تضررت معظم المناطق خلال المعارك التي نشبت خلال السنوات الفائتة, مما خلّف أعداد كبيرة من النازحين صوب الداخل السوري.
وتعتبر مناطق شمال وشرق سوريا الأكثر أمناً, حيث تلجئ العائلات من المناطق المجاورة إليها بعد الانتهاكات التي تمارس على أهالي تلك المناطق, بدءاً من مناطق النظام وانتهاءً بالمناطق المحتلة التي باتت عرضة لجرائم العدوان على مناطق شمال وشرق سوريا.
وتسعى الإدارة الذاتية على تأمين الاحتياجات الأساسية للنازحين في المخيمات النظامية, من خلال تقديم الحماية والرعاية الصحية والتنسيق مع المنظمات الدولية, ونتيجة تقاعس عمل المنظمات الدولية مع مفوضية اللاجئين تقع المسؤولية على عاتق الإدارة الذاتية في تأمين كافة الاحتياجات وسط الإمكانيات المتاحة.
وهذا يشكل عبئ على الإدارة وخاصة في ظل الحصار المفروض على المنطقة و التهديدات التركية المتكررة على المنطقة وتقاعس المنظمات ,واغلاق معبر تل كوجر "اليعربية" أمام دخول المساعدات إلى مناطق الإدارة الذاتية.
ويبلغ عدد المخيمات في مناطق الادارة الذاتية 15 مخيم, مخيمات اقليم عفرين تم انشائها في منطقة الشهباء وتضم عوائل من المهجرين قسراً نتيجة هجمات العدوان التركي على عفرين. ومخيم مبنج الذي تم تأسيسه عام 2019 للقاطنين من مناطق ريف حلب الشرقي الذين نزحوا نتيجة المعارك الدائرة بين قوات النظام وروسيا والميليشيات الايرانية وبين الفصائل الإسلامية, مخيم المحمودلي في الطبقة, فتح أمام الفارين من سيطرة النظام في حماة حلب حمص دير الزور وجميعهم من خارج مناطق الإدارة الذاتية.
ومخيم تل أبيض في الرقة, هجروا من مناطق تل أبيض نتيجة احتلال منطقتهم من قبل الجيش التركي, مخيمات اقليم الجزيرة مخيم نوروز انشاء عام 2014 أمام نازحين الذي هربوا من مجازر تنظيم داعش الإرهابي بعد اعادتهم الى شنكال بعد التحرير, فتح أمام نازحي سري كانية وتل أبيض.
مخيم روج يتضمن الفارين من تنظيم داعش الإرهابي, فتح أمام اللاجئين العراقيين والنازحين السوريين وتم نقل عوائل داعش الارهابي من الجنسيات الاجنبية.
مخيم واشوكاني انشا 2019, ويضم نازحين من راس العين وتل أبيض وريفها, مخيم سري كانيه يضم نازحين من تل ابيض, مخيم العريشة نازحين من مدينة دير الزور غالبيتهم من مناطق سيطرة الحكومة السورية.
ويعتبر مخيم الهول من أكبر المخيمات في مناطق شمال وشرق سوريا, انشأ منذ تسعينات القرن الماضي أمام اللاجئين العراقيين في عام 2015 الذين هربوا من بطش تنظيم داعش الإرهابي وامام نازحين سوريين في مناطق ريف دير الزور, بالإضافة إلى عوائل تنظيم داعش ويبلغ عددهم السوريين 59971, عراقيين 30668, اجانب 8519.
ولمعرفة المساعدات التي تقدم للاجئين في مناطق الإدارة الذاتية وتأثير أغلاق المعابر, أجرت وكالة الفرات للأنباء لقاءً مع هيئة الشؤون الاجتماعية والعمل, والذين أكدوا على استمرار الدعم ضمن الإمكانيات المتاحة.
وقال رئيس مكتب شؤون النازحين واللاجئين في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا شيخ موس أحمد، إن وضع النازحين خاصة في فصل الصيف مأساوي وكارثة إنسانية بكافة المناطق وخاصة إقليم الجزيرة.
وأضاف شيخ موس "ويستمر العدوان التركي بقطع مياه محطة علوك في الحسكة وتل تمر اللتين تحويان أكثر من 100ألف نازح عدى النازحين الذين قدموا من الداخل السوري من ريف دير الزور ومناطق دمشق وغيرها بالإضافة إلى مخيم الهول الذي يحوي أكثر من 60ألف نازح أغلبهم من العراقيين وعوائل مرتزقة داعش.
وحذر شيخ موس "هناك كارثة إنسانية نتيجة إغلاق المعابر من قبل مجلس الأمن الدولي عام 2019 نتيجة استخدام روسيا حق الفيتو لمنع دخول المساعدات من معبر تل كوجر فقط عن طريق دمشق وهي مسألة سياسية بالدرجة الأولى نتيجة اتفاقيات فيما بين روسيا وتركيا والنظام السوري".
وأضاف "المساعدات ضئيلة جداً في الشهباء وبالأخص أن عددهم كبير جداً وهناك مشاكل صحية وقلة للأدوية في كافة المخيمات وجائحة كورونا لا تزال مستمرة في الوقت الحالي وهناك إصابات في المخيمات، إلى جانب عدد الأطفال الكثير الذين يعانون من نقص التغذية لعدم توفر حليب الأطفال والنقص الحاد في المخيمات".
واشار شيخ موس "وهناك المئات من المخيمات العشوائية التي تنتشر بريف دير الزور والرقة والطبقة ومنبج والنازحين في منطقة الشهباء، ويصل عدد النازحين في مناطق الإدارة الذاتية إلى أكثر من مليون نازح في كافة المناطق الذين قصدوا الأمان في هذه المنطقة".
وأكمل "ونتمنى من مجلس الأمن والأمم المتحدة والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي العمل على فتح معبر تل كوجر والضغط على تركيا بإعادة منسوب مياه نهر الفرات على حاله في السابقة وتشغيل محطة مياه علوك".
واختتم شيخ موس "نناشد من منظمة الصحة العالمية أن تمد يد العون للنازحين الموجودين في المخيمات وأن تدعم إنشاء مشفى في المخيمات يحتوي أقسام للحروق وقسم لدعم القطاع الصحي في المخيمات بشكل عام".
وتستمر هيئة الشؤون الاجتماعية والعمل بالجولات الميدانية على الإدارات المحلية والمدني وعقد اجتماعات دورية في الهيئات واللجان لبحث آلية تنظيم الإدارات التابعة للإدارة الذاتية في مناطق شمال وشرق سوريا.